الأحد، 4 يوليو 2010

متعة الفشل
مقال منشور بمجلة القراء
http://www.alqorae.com/2010/07/01/fun-failure/
يظهر من خلال العنوان تناقضا واضحا بين المفردتين المكونتين له
 فالمتعة تحيل إلى دلالات تتعلق بجو الفرح والسعادة والسرور
 في حين يشير الفشل إلى أجواء الخوف والغم والحزن
 فكيف يمكن أن تجتمع المتعة بالفشل؟ 
أوكيف يمكن أن يكون الفشل متعة؟
تتمة المقال على الرابط التالي:
http://www.alqorae.com/2010/07/01/fun-failure/

سلاح نووي

سلاح نووي
مقال منشور بمجلة القراء
أحمد مطر شاعر الكلمة الطريفة والساخرة، له قصيدة - أو لافتة كما يحب تسميتها- بعنوان: "سلاح نووي"، ملخصها أن العدو ينظر إلى كلمة "لا" (ناو بالانجليزية)على أنها سلاح نووي.



فالكلمة إذن ليست شيئا تافها أو حقيرا، وإنما هي قضية خطيرة من الممكن أن تصبح سلاحا فتاكا ومدمرا، فرب كلمة يتكلم بها المرء لا يلقي لها بالا ترفعه أعلى الدرجات، ورب كلمة أخرى يتكلم بها لا يلقي لها بالا تهوي به إلى أسفل سافلين.

وقد ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء توتي أكلها كل حين بإذن ربها، فرب كلمة من رضا الله يتكلم بها الإنسان غير مهتم بقيمتها وأثرها تنتقل بسرعة الصوت، فتكشف الغطاء عن أعين عميا و قلوب غلفا، وهكذا كانت كلمة جمال الدين الأفغاني فقد أحيى الله بها أمة ميتة، وبعثها من جديد"أو من كانت ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها"
ولقد كانت بعثة النبي عليه الصلاة والسلام بكلمة"إقرأ" حيث أعطيت الكلمة قدسية خاصة، وأصبحت الكلمة معجزة، فتم الانتقال من عالم المحسوسات والأشياء إلى عالم الأفكار، وعالم الكلمات، كما تم الانتقال من الثقافة الشفهية التي تتعرض للتحريف والتشويه والزيادة والنقصان إلى الثقافة المكتوبة المحفوظة"إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم" .
فمع انتشار الكتابة والقراءة وعملية التدوين أصبح الكلام أكثر خطورة وأشد فتكا، وقد قال تعالى في شأن القرآن الكريم"وجاهدهم به جهادا كبيرا" فالجهاد ليس بالدبابات والطائرات والصواريخ فقط، وإنما أيضا بالكلمة وبالقلم.



وبهذا نكون قد وصلنا إلى فهم سليم لمفهوم الجهاد بحيث نستطيع التفريق بينه وبين القتال، بل إن في الأثر أن مداد العلماء يوزن بدماء الشهداء، فترجح كفة مداد العلماء.
وقد جمع الله سبحانه في الآية السالفة الذكر بين القراءة والكرامة، فالذي يحقق الكرامة للأمة والإنسانية جمعاء ليس هو السلاح النووي، ولكنه العلم والثقافة وانتشار المعرفة وانعدام الجهل والأمية؛



إن صعود اليابان وألمانيا المحطمين في الحرب العالمية الثانية لم يكن اعتمادا على عالم الأشياء، من أسلحة وغيرها، بل كان اعتماد على عالم الأفكار التي تحولت إلى كلمات ثم إلى منهج حياة، في حين سقط الاتحاد السوفياتي وهو يملك من وسائل الدمار ما يهلك به البلاد والعباد، ولكنه انهار ولم يجد له من أولياء ينصرونه من أمر الله، وما كان منتصرا.



وعندما سبق الروس إلى إرسال صاروخ سبوتنيك إلى الفضاء اعتبر الأمريكيون ذلك خطرا عظيما عليهم، فردوا عليه، ليس بقصف موسكو بالصواريخ عابرة القارات، ولكن بإصلاح نظامهم التعليمي.
فارتقاء الدول وتقدمها يكون بالقراءة والتعلم، وأكثر الأمم تقدما قديما وحديثا هي أكثرها قراءة، ففتوحات الاسكندر كما يذكر الدكتور خاص جلبي كانها وراءها فلسفة أرسطو، ونفس الشيء تكرر مع العرب والمسلمين عندما كان فيهم مثل الغزالي وابن رشد وابن خلدون..



وتجلس اليوم أمريكا واليابان على رأس العالم بما تمتلكه من مؤسسات علمية من جامعات ومعاهد تستقطب المواهب من مختلف أنحاء العالم.

وعلى نفس المنوال تصعد دول شرق أسيا بالاعتماد على العلم والقراءة وانتشار التعلم وشيوع الثقافة...



هذه آيات بينات، تحدث أمامنا، ولكننا في ضلال مبين؛ على ابصارنا غشاوة، وفي آذننا وقر، وبيننا وبينها حجاب



"وكأين من آية في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون"



chtaiba jamal





الحب الخادع

الحب الخادع
مقال منشور بمجلة القراء



كيف نضيء اللاشعور المظلم الخفي المطمور تحت الأنقاض الذي يفسد علينا حياتنا!!؟؟



كيف نفرق بين ما نحب ونكره!!؟؟



وبين ما هو علم وشعور في النور، وبين ما هو عكس ذلك من الأمور المتخفية في الظلام!!؟؟.



بهذه التساؤلات الفلسفية العميقة ختم أستاذنا المفكر الكبير جودت سعيد مقاله عن صدمة الأفكار، أو "ماسمعنا بهذا" بالتعبير القرآني.



لقد صدمنا مالك بن نبي بأفكاره، مثلما فعل بعده جودت سعيد؛ لما قرأنا كتاب شروط النهضة لمالك بن نبي لم نفهم ابعاد كلامه، كما يقول أستاذنا جودت سعيد، ولما زارنا جودت سعيد بمدينة فاس، وألقى علينا محاضرة، أصبنا بالذهول، وأدركنا بأننا كنا نمشي على رؤوسنا"أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم"(الملك:22)



لقد وضح لنا مالك بن نبي وجودت سعيد كثيراً من لا شعورنا الذي يفسد علينا حياتنا، بأن أبرزاه إلى الشعور، إلى الضياء، إلى العلم والمعرفة، وأخرجاه من ظلام الحب والكراهية، لأن الحب أعمى.



وقد جاء في الحديث:"إن حبك الشيء يعمي ويصم". (سنن أبي داود، الأدب، في الهوى)



تقول الحكاية انه في قديم الزمان عاشت الفضائل مع الرذائل فترة..



ثم إنهم شعروا بالملل، لهذا اقترح عليهم الإبداع لعبة الغميضة، فأسرع الجنون قائلا أنا أغمض عيني أولا، وأنتم تختبئون، فوافقوه، وبدؤوا بالاختباء؛ الرقة فوق القمر، والولع بين الغيوم، الكذب قال بصوت مرتفع: سأختفي تحت الأحجار، لكنه غطس في بركة الماء... ما عدا الحب فقد بقي حائرا، حتى اللحظة الأخيرة قبل أن يفتح الجنون عينيه، ثم قفز أخيرا وسط أجمة ورد..



فتح الجنون عينيه، واستطاع الوصول إلى كل المختبئين ما عدا الحب، لكن الحسد دله على مكانه، فأسرع الجنون وبيده خشبة شوكية كالرمح فجعل يطعن شجيرات الورود ويقول: اخرج لقد وجدتك، ولم يتوقف إلا بعد سماع صوت بكاء يمزق القلوب..



ظهر الحب وهو يضع يديه على عينيه، والدم يقطرمن بين أصابعه.. ذعر الجنون وصاح: كيف لي أن أصلح غلطتي!؟



أجابه الحب: لن تستطيع رد بصري، ولكن دلني على الطريق..



ومن ذلك الوقت والجنون هو من يقود الحب ويرشده..



فالحب أعمى يقوده الجنون؛ فلا المقود يرى و يبصر ، ولا القائد عاقل يعرف ماذا يفعل



هذه حالنا نحن العرب والمسلمين نحب، ولكن لا نعلم، والله يقول:" وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) (البقرة: 216)



الأحاسيس والمشاعر خداعة، يتضح هذا فيما يأكله الناس ويشربونه ويلبسونه..



إن الأحاسيس والمشاعر هي التي تتحكم في كل ذلك، وليس العلم و حاجة الجسد، وعلم النفس السلوكي يركز على أن سلوكنا، يخضع للأحاسيس والمشاعر، وليس على العلم والمعرفة.



نحن أخطأنا بحسنا البصري في فهم حركة الشمس الخادعة، أخطأنا في فهم أوضح شيء في الوجود؛ وهي الشمس، أوليس يقولون: واضح وضوح الشمس، ولكننا أخطأنا جميعاً في فهم حركة الشمس، فرأيناها تدور حولنا، بينما نحن الذي ندور حولها.



فإذا أخطأنا في فهم أوضح شيء في الوجود، فما هو الشيء الذي يمكن أن نقول عنه: إننا لا نخطئ فيه!؟



ولهذا يجب علينا ألا نبني الأحكام على المشاعر والعواطف، وإنما على العلم والمعرفة والوقائع، والله تعالى يقول عن غير المسلمين:"هانتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم"(آل عمران:119)



فنحن عندنا تضخم في هذا الجانب؛ جانب الأحاسيس والمشاعر، بينما الأمور لا تدار بهذه الطريقة، ولكن يتم ذلك عن طريق العقل والمنطق، لأن المشاعر والأحاسيس خداعة والشاعر يقول:



عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا



ولهذا وجدنا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"أحب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما"(سنن الترمذي، البر والصلة، ماجاء في الاقتصاد في الحب والبغض)



فالمطلوب الاعتدال والتوازن و الوسطية، وعدم الاستسلام للعواطف تتحكم في مصير الانسان ومستقبله..



chtaiba jamal







الأربعاء، 14 أبريل 2010

تعلم فن الكتابة

تعلم فن الكتابة
إن السبب الرئيسي في عدم اتخاذ الكتابة هواية عند كثير من الشباب



يرجع إلى الفكرة التي يذيعها بعض الكتّاب عن أن الكتابة موهبة.


ولذلك فإن كثيرين منهم لا يحاولون الكتابة إطلاقاً.


وإذا حاول البعض ذلك فإنه لا يستمر في المحاولة لمدة طويلة.


والشيء الذي لا ريب فيه هو أن الكتابة عادة تكتسب بالممارسة كما تكتسب أي عادة أخرى. فنحن لم نعرف في تاريخ الكتابة الطويل كاتباً قد ولد وهو قادر على الكتابة


دون أن يحاولها ويمارسها طويلاً.


وإذا كان هناك من يقول بأن الكتابة صعبة، فان صعوبتها تأتي من أنها تفكير،


والتفكير صعب ولكننا حين نتعود عليه فانه يغدو سهلاً ميسوراً.


وما يصدق على التفكير يصدق على الكتابة كذلك


إذ أنها بالممارسة الطويلة تصبح لا صعوبة فيها.


ونحن نستطيع أن نتعود على الكتابة باتخاذها هواية نمارسها في أوقات فراغنا


كما نمارس أي هواية أخرى.


وقد نجد صعوبة في البداية ولكننا حين نستمر، فإننا نتغلب على هذه الصعوبة


ما هي الكتابة ؟ إذا اعتبرنا أن الكتابة "نقل التّفكير بالكلمات من عقل لآخر"


فبإمكاننا أن نرى أربعة مهارات رئيسيّة معقّدة يجب توافرها هي:


1- طريقة تفكير مستقلة، فبغيرها لن يستمتع أحد بقراءة ما نكتبه.


2- القدرة على تنظيم أفكارنا، فبغيرها سيرى القارئ الأشجار


ولكنّ لن يرى الثمار فلن يستفيد منها.


3- اختيار أفضل الكلمات المعبرة عما في عقولنا، فبغيرها لن يفهم أحد ما نحاول التعبير عنه.


4- خلق مساحة للقرّاء لملئها بخبرتهم الخاصّة فبغيرها ما كتبناه سينسى في الحال.


هل تبدو هذه طلبات مستحيلة بالنسبة لك؟


لا تقلق، لأنّ الكتابة تتطلب عمل المستحيل من كلّ منا.


يمكنك التصديق بكل بساطة أن هنالك طرقا لتسلّق الجبل.


فلن تبلغ القمّة بسهولة، لكنّ بالتسلّق ستدخل البهجة للقلب، والرؤية ستصبح أفضل باستمرار. استخدم هذا المنهج لتعلّم بعض الاستراتيجيّات البسيطة


التي يمكنك استخدامها لتحسين مهاراتك في الكتابة.










تتركز المشكلة عند الكتابة في الثقة بالنفس.


نحن لا نثق في أصواتنا المنبعثة من داخلنا


، لا نثق في عواطفنا، لا نثق في ملاحظاتنا واستنتاجاتنا.


إننا نخاف من ارتكاب ما قد يجلب لنا الاستهزاء.


خذ المذكرة والقلم، اختر كرسيّك المفضّل وقل لنفسك:


"سأكتب الآن شيئاً مهما بالنسبة لي".


امسك بقلمك فوق المذكرة ودوّن عواطفك وأحاسيسك ومشاعرك.


هل تجد نفسك تسخر من نفسك بأن تقول مثلا: هل تتصور أنه بإمكانك أن تكون كاتبا؟


هل أنت قلق لما سيقوله عنك أفراد عائلك لأنك خرجت عن القاعدة؟


هل تخشى من وجود شخص خفي يراقبك وأنت تفعل هذا "العمل الأحمق"؟


هل يوجد في مخيلتك كاتب مشهور أو ناقد أدبي


أو حتى أحد المدرسين في مدرستك، أو زملائك يقلل من شأن كتابتك؟


إن لم تشعر بأي من هذه الانفعالات المقلقة فأنت في ورطة.!!


الثقة بالنفس هنا تعني أمران هما القلق عما سيقوله الآخرون عنك


و مدى قدرتك على انتقاد ذاتك.


يجب أن نزيد ثقتنا بأنفسنا. هل تتساءل الآن كيف؟


الإجابة هي: بمواصلة الكتابة. يجب أن نستمر في الكتابة.


يجب أن نكتب بشكل يومي إن أمكن ذلك.


هناك طريقة واحدة لزيادة ثقتك بنفسك وهي الكتابة على أساس منظم.


عليك محاولة الكتابة في معظم الأيام إن أمكن ذلك. وبداية اكتب لنفسك فقط.


ليس للنشر، وليس للقراءة بصوت عالٍ للأصدقاء، وليس حتى للذرّية أو أحفادك المستقبليين.


اشتر لنفسك مذكرة واجلس معها كل يوم.


بداية يجب أن تكون هنالك ورقة فارغة، أو مذكرة صغيرة دائما في جيبك،


ربما يكون لديك بعض الخوف في قلبك ولا يوجد برأسك شيئا تريد كتابته.


اكتب شيئا واضحا، فقط لتبدأ به، مثل: أنا أجلس هنا الآن ولا يوجد برأسي أي شيء أكتبه.


أنت تتحدث الآن لنفسك فقط، فاكتب أي شيء.


بعد ذلك أعطي لنفسك مجالا للاسترخاء لفترة، حتى لو أخذت غفوة قصيرة.


عاجلا أو آجلا، ستشدك ذاكرتك لفكرة، أو صورة، أو عاطفة، أو حدث حصل منذ فترة قصيرة.


انظر إن كان بإمكانك وضع هذا الأمر في كلمات أم لا.


اكتب بسرعة أو ببطء بما يناسبك، ولكن لا تكن قلقا من ناحية الجودة.


حاول أن تستمتع بذلك، حاول أن تنطلق، أن تغضب، أن تحزن، لا تقلق من ناحية الجودة،


اكتب كل ما يدور في رأسك، فأنت غير مراقب. لن يصدم أحد غيرك بما كتبته.


وإذا صدمت، فقد يكون ذلك لأنك كتبتا شيئا ممتعا.


ماذا لو شعرت بالنعاس؟ حسنا، ذلك أمر جيد.


وماذا لو لم يأتني أي شي مع أني انتظرت طويلا؟


أغلق المذكرة، وقم بعمل أي شيء بمفردك. ربما القيام بالمشي قليلا،


أو الاستماع للقرآن أو للموسيقى، أو الجلوس فقط والنظر للفضاء.


ولتكن لديك الثقة بأن عقلك الباطن يعمل الآن. ربما تظهر النتائج غداً وربما بعد غد، ولكن عاجلا أم آجلا ستظهر الكلمات في عقلك، وتريد أن تُكتب.


السبت، 30 يناير 2010

قواعد التفكير المنهجي



إن المتأمل لواقع الأفكار وتدافعها في الساحة العربية يجد أنه بالرغم من اختلاف مشارب الناس، وتنوع ثقافاتهم، وتعدد توجهاتهم، تبقى السمة الغالبة عليهم هي قلة المنهجية، وضعف الحيادية، وندرة الموضوعية، مما يجعل خطاباتهم في كثير من الأحيان تتسم بكونها خطابات غوغائية دوغمائية، ترى الحق حقا وتجتنبه، وترى الباطل باطلا فتنتصر له، غير أنه وبالعودة إلى كتاب الله العظيم واستنطاق آياته الكريمة يمكننا تلمس مجموعة من القواعد والقوانين التي تؤسس لتفكير علمي منهجي يصل بالبشرية إلى بر الأمان، ويحميها من كل انزلاق أو انحراف أو قصور أوطغيان.
تحكيم العقل:
العقل من أعظم النعم التي أنعم الله بها على بني البشر، مما يعني أن عدم تحكيمه في المواقف والأفكار إنما هو تعطيل لأعظم قدرة أكرم الله بها الإنسان، فإن فعل ذلك أصبح مثله مثل باقي الكائنات غير العاقلة:"إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ" فالتفكير المنهجي تفكير منطقي سليم، يبتعد عن الانفعالية، والعاطفية المفرطة، يبني مواقفه على حقائق عقلية، أو تجارب واقعية، أو أشياء مادية حسية قال تعالى:" قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً
الإعتماد على العلم والبرهان:
 التفكير المنهجي تفكير يقوم على العلم، بعيدا عن الجهل أو الظن والتخمين قال الله تعالى:" قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ" وصاحب الحجة القوية والبرهان الجلي هو الذي يسمع لقوله، ويتبع أمره، قال تعالى:" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" وقد جمع الله بينهما فقال عز من قائل:" اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" . ومع الاعتماد على هذا النوع من التفكير، يتم تجنب الكذب و اللعب بالعقول والافتراء على الناس: "وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ"
الحذر من اتباع الهوى:
ويعني الهوى عدم وجود معيار يرجع إليه، ولا ضابط يعول عليه، وإنما الأمور متروكة للتشهي، ومزاج الفرد ورغبته الشخصية، فيؤدي هذا إلى الوقوع في التيه والضلال"ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى" ولا تنفع الإنسان في مثل هذه الحالة الأدلة والحجج والبراهين مهما كانت دقيقة وعلمية وواضحة:"وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ" ، فهم عندهم حواس ولكنها حواس معطلة، لاتؤدي وظيفتها التي خلقت من أجلها فأضحت كأنها غير موجودة:" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" يستمع ولكنه لا ينصت، يرى ولكنه لايبصر، تطرق عقله حقائق ولكنه يوصد دونها الأبواب"أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ"
وضع ميزان ثابت يحكم به للجميع:
 بحيث لا يكون هناك تطفيف في الميزان، بأن يتم الحكم لبعض الناس بميزان ولغيرهم بميزان آخر، وقد حذر الإسلام من هذه الظاهرة فقال تعالى:"ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون" و الالتزام بذلك مع العدو والصديق" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" وإذا جار الناس عليكم، وطغوا وتعدوا، فإن ذلك لا يجيز لكم أن تظلموهم وتجوروا عليهم بدعوى المعاملة بالمثل "والبادي أظلم" قال تعالى:" وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ" .
التعامل مع الناس بإيجابياتهم وسلبياتهم:
الناس يصيبون ويخطئون، ولذلك يجب التعامل معهم على هذا الأساس، "فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية" "فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ" وقد اكتشف الرسول أن أحد الصحابة أرسل أخبار المسلمين وخططهم العسكرية إلى أعدائهم، مما يعتبر خيانة عظمى، يستحق عليها أقصى العقوبة، لكن الرسول ص قال لعمر بعد أن أراد قتله:"وما يدريك لعل الله اطلع على قلوب أهل بدر فقال اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم" فقد اعتبر أن شهود الرجل لغزوة بدر أمر عظيم، أعظم من هذا الجرم الذي اقترفه.
التريث وعدم الاستعجال في الحكم:
سواء كان هذا الحكم بالإيجاب أو بالسلب، وسواء كان في قضية، أو على فكرة، أو في حق شخص أو مجموعة، فمن قواعد التفكير المنهجي أخذ الوقت الكافي لدراسة الأمر وتمحيصه، قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً" لأن ذالك يؤدي إلى الوقوع في الظلم والعدوان على الناس، بل وفي حق الشخص نفسه، بأن يصبح من النادمين، حيث لاينفع الندم، قال سبحانه"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"
فيجب إذا أن يحرص المرأ على الدراسة الوافية للقضية التي يريد أن يتخذ بشأنها موقفا معينا، أو ما يسميه القرآن الكريم الإحاطة بهاعلما قال تعالى:" أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً .
ترك هامش للخطأ، و مساحة للحوار والنقاش، وفرصة للمراجعة، ومكان للتصحيح
الفكر البشري، قاصر لأن الكمال لله وحده، ولذلك يرفض التفكير المنهجي كل دعوى فيها حقائق مطلقة، ويحبذ عوض ذلك الحقائق النسبية، ولقد أرسى القرآن الكريم دعائم هذا المنهج كما في قوله تعالى:"وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" بمعنى أن المسافة بيننا وبينكم من جهة، وبين الحقيقة من جهة أخرى هي مسافة متساوية، وهذا ما جعل علماء الإسلام أكثر تسامحا فيما بينهم رغم الخلافات الكثيرة والعميقة فيما بينهم، مما جعل أحدهم يقول: هذا أفضل ما لدينا فمن جاءنا بأحسن منه اتبعناه. والتفريط في هذا هو الذي جعل الخوارج يكفرون المسلمين ويستبيحون دماءهم، ويقتلون أمير المؤمنين، وابن عم الرسول وزوج ابنته، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا.
تجنب الإطلاق والتعميم:
يبتعد الفكر المنهجي عن الإطلاقات والتعميمات؛ فليس كل ما يلمع ذهبا، وليس كل من هو معنا قديس، وليس كل من هو مخالف لنا إبليس، فأهل الكتاب الذين يجعلون لله الولد، ويكتبون الكتاب بأيديهم، وينسبونه إلى الله، إلى غير ذلك من الجرائم الفظيعة "لَيْسُواْ سَوَاء" فمنْهم"أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" وَمِنْهم"مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ" و"منْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ" وقد وَدَّت طآئِفَة منْهم" لَوْ يُضِلُّونَكُمْ" و" يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً" وليس كلهم، والذِينَ يُنَادُونَ الرسول" مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" وليس كلهم، والخمر والميسر وهما من أخطر الخبائث فيهما"منافع للناس" والحديد على الرغم من أن "فِيهِ بَأْسٌ شَدِيد" ففيه أيضا "مَنَافِعُ لِلنَّاس" .

Chtaiba_jamal@hotmail.com





السبت، 16 يناير 2010

قوانينن النجاح


جمال اشطيبة


1


))إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم((.


2


راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات، وراقب كلماتك لأنها ستصبح أفعال، وراقب أفعالك لأنها ستصبح عادات ، وراقب عاداتك لأنها ستصبح شخصية، وراقب شخصيتك لأنها ستصبح مصير.


3


اسأل نفسك دائما هذه الأسئلة: من أنا ؟ وكيف وصلت إلى هنا ؟ والى أين أريد أن أذهب ؟ ولماذا أريد أن أذهب ؟ وماذا يقف في طريقي ؟ وكيف أتغلب عليه ؟


4


عندما تغير طريقة تفكيرك تكون قد غيرت عالمك بأكمله.


5


اعلم أن حياتك الآن من صنع أفكارك السابقة.


6


لا أحد يستطيع أن يسلبك النجاح إلا أنت بنفسك.


7


اعلم أن التفكير هو أصل كل فعل فغير طريقة تفكيرك تتغير أفعالك.


8


إذا كان لديك رغبة حقيقية للتخلص من أي عادة مدمرة فانك قد شفيت منها بالفعل بنسبة 51%.


9


إن ما تحكم به على الآخرين يحكمون به عليك.


10


انك لا تستطيع أن تشتري السعادة بكل أموال العالم لأن مملكة السعادة موجودة في فكرك ومشاعرك.


11


اعلم إن العقل هو الذي يجعلك سليما أو مريضا أو تعيسا أو سعيدا أو غنيا أو فقيرا فتعلم السيطرة على عقلك من خلال أفكارك.


12


واعلم انه من لم يفشل لم ينجح.


13


واعلم أن ثقة الناس بك من خلال ثقتك بنفسك.


14


أنت تكون ناجحا وسعيدا عندما تعتقد ذلك.


15


التركيز على النجاح يساعد على حدوثه.


16


إذا كان مصعد النجاح معطلا استخدم السلم درجة درجة.


17


إن سلوكك الخارجي يعكس ما بداخلك سلبيا أو ايجابيا.


18


العقل مثل العضلة كلما مرنته كلما زادت قوته.


19


ليس هناك فشل وإنما هناك نتائج فقط.


20


آمن بمبدأ (( أنا يستحيل علي الفشل))


21


تحمل المسؤولية في كل الظروف.


22


الناس هم أعظم مواردك.


23


لا يوجد نجاح دائم دون الالتزام.


24)


توكل على الله تعالى في كل أمورك.


25) لا تبحث عن ألأخطاء ولكن ابحث عن العلاج.


26) تمر على الإنسان يوميا 160 ألف فكرة 80% منها سلبية.


27) ازرع النجاح واحصد ثماره.


28) الناس ليسوا كسالى ولكن ليهم أهدافا لا تحثهم على فعل شيء.


29


إننا نتحول إلى ما نفكر فيه طوال اليوم.


30


اسأل نفسك هذا السؤال: ما الذي يجعلني ناجحا؟


31


كل مشكلة تمر عليك في حياتك تحمل معها الهدايا الكثيرة.


32


إنني لا أنصت لما تقوله وإنما أنصت لما تفعله.


33


إحساسك بالنجاح يقوي يقربك منه.


34


ما دمت تستطيع أن تحلم بالشيء فبامكانك تحقيقه.


35


إن الإنسان دائما يتحول إلى ما يحب.


36


عندما تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك.


37


كن مصرا على النجاح فالإصرار يقضي على المقاومة.


38


أسهل طريقة في إدارة الوقت هو : افعل كل شيء في الحال.


39


الناس يعاملونا وفقا لسلوكنا معهم.


40


ما يعتقده العقل ينجزه الجسم.


41


الممارسات تخلف العادات.


42


القرارات تحول حلمك إلى حقيقة فقرر من الآن ماذا تريد؟


43


العلم طريقك إلى الاحتراف.


44


تخصص حتى تنجح.


45


يقول ابن المبارك رحمه الله تعالى : عجبت لمن لم يطلب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة.


46


تعلم كما لو كنت مبتدئا.


47


اعتقد كما لو كانت المعجزات ممكنة.


48


ناج الله تعالى وأنت على يقين من أنه يسمعك.


49


إذا كنت تعتقد شيئا فكل ما تعتقده يمكن تحقيقه.


50


إن المحافظة على سيطرة العقل كالسيطرة على ثور متوحش هائج.


51


أنت قادر على النجاح إذا فكرت في النجاح


52


لكي تكون كبيرا يجب أن يكون تفكيرك كبيرا.


53


كلما ازدادت معرفتك في أي مجال ازدادت ثقتك بنفسك.


54


كتابة أهدفك على الورق تزيد احتمالات تحقيقك لها بنسبة 1000%.


55


لا يوجد ما يمنعك من الوصول إلى القمة في مجالك سواك.


56


تجنب الأشخاص السلبيين مهما كلفك الأمر لأنهم أكبر مدمر للثقة بالنفس.











































































الجمعة، 15 يناير 2010

عشرة أسرار للنجاح

بقلم جمال اشطيبة


السر الأول

أن يكون عقلك متفتحا لكل شئ وأن لا يرتبط بجمود بأي شئ


فالعقل المتفتح هو وراء كل جديد في حياة البشرية.


فهذه الاختراعات والأجهزة والأشياء التي ننعم بها في عالمنا المعاصر


لولا العقول المتفتحة غير الجامدة لما وصلت إلينا ولما استطعنا اليوم الاستمتاع بها


ولما حققت الإنسانية أي خطوة نحو التقدم والمدنية .


ومعنى أن يكون عقلك غير مرتبط بجمود بأي شيء


يقول وين داير"أن معظم المشاكل التي تظهر في حياة الأفراد فيما يخص علاقاتهم


ببعض تنجم عن التشدد والارتباط برؤية معينة مُتحجرة لشكل العلاقة مما يخلق المشاكل


العديدة التي لا حصر لها والتي تقضي بالطبع علي السلام الداخلي وينشغل بها الفرد


صباحاً ومساءً وبذلك يبتعد عن النجاح وينسى أن له رسالة في الحياة وأنه يجب أن يسعى  إليها بكل طاقته .

السر الثاني : فاقد الشيء لا يعطيه

أي أنت لا تستطيع إعطاء شيء لا تملكه كيف أستطيع إعطاءك برتقالا إذا كنت لا أملك برتقالا .

وقانون الجاذبية يشير إلي أننا نعيد إعطاء العالم ما نجتذبه من العالم . وقد


قابَلَت سيدة " واين داير " وقالت له : إنني أجتذب النقص في الرزق وعدم الوفرة .


وهي نفس الشكوى الصادرة عن معظم ما يقابلونه . فقال لها : ألم تكن رسالتك اليومية


بأفكارك للكون كله هي : إن حياتي كلها هي معاناة من نقص في الرزق وعدم الوفرة


والاحتياج الدائم "، أي أنت مؤمنة بذلك أنت فقط تجتذبين إلي حياتك ما تؤمنين بأنك


ستحصلين عليه. ما تؤمنين به يظهر في حياتك. يجب أن تتأكدي أنه إذا كانت رسالتك


اليومية للكون كله "أنا في احتياج … أنا في احتياج .. أنا في احتياج" … فان


الاستجابة ستكون : "الاحتياج الدائم لك .. الاحتياج الدائم لكي" .. لأن هذا هو ما


تؤمنين به. أما إذا عملت علي تغيير رؤيتك بالكامل وتساءلت: "كيف أستطيع العطاء ..


كيف أستطيع العطاء .. أو كيف أستطيع خدمة الآخرين أو ما الذي أستطيع تقديمه


للآخرين" … تكون الاستجابة الإلهية الفورية لعطائك للآخرين كالآتي : "كل العطاء لك .. كل العطاء والخير لك


السر الثالث : لا نستطيع تبرير أي أحقاد


ويقول " واين داير " مهما ظهرت مشاعر الحقد والكراهية من


الآخرين تجاهك ومهما تعددت ومهما تنوعت أشكالها . إذا ظللت تفكر في كل المواقف


الصعبة والظلم الموجه من الآخرين تجاهك فأنها لن تضر أحدا في النهاية سواك. لا أحد


يموت من لدغه الثعبان – اللدغة هي لدغة فقط ولكنه السم الذي يجري في عروقك هو الذي


يقتلك في النهاية والأفكار التي تنم عن الكراهية هي السم الذي تسمح بانتشاره في


جسدك وهو الذي سيقضي عليك في النهاية . ولكي تتلخص من انتشار هذا السم في جسدك يجب


أن تبدأ بالخطوة الأولى كما ذكرها عمر الخيام في الرباعيات وهي الامتناع عن لوم


الآخرين . فلنفترض أنك تري أن علاقاتك سيئة مع من حولك وأن حياتك كلها مثيره للشفقة .


يجب أن تأخذ تلك الخطوة الأولي وأن تعترف قائلا : كل هذا حدث لي لأن " اللوم يقع


عليَّ وحدي " . أنا المسئول عما يحدث لي . أنا لا ألوم أو أكره أحدا .
 أنا المسئول الأول والأخير عما يحدث في حياتي .

وينقل " واين داير " ما ذكره باتانجلي منذ  أكثر من ألفي عام في كتابه "باتانجلي سوتراز"
عندما قال : " إذا امتنعت تماما عن أي أفكار سلبية تجاه الآخرين كالغضب واللوم أو تمني الأذى لهم
فإن كل مخلوقات الله تتمنع عن إيذائك ويُصبح كيانك أهلا لتقبل النفحات الإلهية
ويقول واين داير: "أعرف تماما أن العالم ملئ بهؤلاء الأشرار الذين يسعون دائما إلي الأذى والضرر لمن حولهم

ولكن إذا ظللنا نلومهم فان تغير الأحوال سيتوقف علي مدي اعترافهم بما فعلوا ونضطر


إلي انتظارهم إلي أن يفعلوا ذلك ، أما إذا امتنعنا تماما عن لوم الآخرين نكون نحن


قد أصبحنا المسئولين عن حياتنا ونستطيع تحويل مجراها نحو النجاح فوراً لأن في تلك


الحالة لسان حالنا يقول : مهما حدث في حياتي فأنا ملتزم بالامتناع عن الأفكار التي


تنم عن الأذى تجاه الآخرين . وسوف أجاهد مع نفسي لكي املأ قلبي بالحب تجاه كل من حولي


ويضيف واين داير: "عندما تفعل ذلك وتتحول كل أفكارك إلى أفكار إيحابية


مشبعة بالحب تجاه من حولك تكون استجابة الكون كله تجاهك بنفس الطريقة بأسرع مما


تتصور . وتبدأ في اجتذاب كل ما يُدخِل السعادة إلي قلبك ، وتتحقق أمنياتك واحدة تلو الأخرى


السر الرابع : لا تموت وموسيقاك لا تزال بداخلك


يقول وين داير يجب أن تنصت إلي موسيقاك الداخلية ثم تبدأ في التحرك في اتجاهها. كل فرد


منا لديه موسيقي داخلية، أي آمال يريد تحقيقها ولكننا نحاف أن نبدأ في عزفها وتحقيقها .


ويضيف واين داير أن موسيقاه هو الداخلية هي تلك الكتب التي يكتبها


واللقاءات والكلمات التي يلقيها علي جمهوره . وهذه نصيحة يوجهها إلي كل فرد : لا


تصل إلى آخر يوم في حياتك دون أن تعزف موسيقاك الداخلية .



الخامس : اكتشف أهميه الصمت السر


يقول واين داير عن أهميه الصمت أن كل شئ في


الحياة المادية علي الأرض له وجهان الذكر والأنثى ، الشمال والجنوب ، الارتفاع


والانخفاض ، ولكن يوجد شئ واحد فقط يخترق كل شئ بلطف وهو الطاقة الإلهية التي تصلنا بخالقنا والسارية في الكون كله . وأقوي سلاح لدي الإنسان علي كوكب الأرض هو أن يسعى


إلي توسيع حالة الصلة مع هذه الطاقة التي تخترق كل شئ في الوجود . وهذا السلاح هو قدرة الإنسان علي " الصمت " .


وقد قيل أن صوت الصمت بين الألحان الموسيقية هو


الصانع الخفي للموسيقي وقد قيل أيضا أن الفراغ بين القضبان هو الذي يُمسك السبع .


والصلاة هي محاولة لبلوغ حالة السكينة التي تسمح بالدخول في الصمت والوصول إلي


حالة " الصلة " مع الخالق


السر السادس : التخلي عن تاريخنا الشخصي


يقول واين داير أنه تعلم أهمية هذا المبدأ من المفكر العظيم كارلوس


كاستندا وهو ضرورة التخلي عن تاريخنا الشخصي. ويضيف أن كل واحد منا يتحرك في الحياة


وهو يحمل حقيبة ثقيلة من الكراكيب والسماد والتي نطلق عليها اسم " ماضينا "


وبداخلها وقائع كل إنسان أساء لنا وكل واقعة جارحة لمشاعرنا وكل جرح أصبنا به و


ارتبطنا به ولا يزال يؤثر علينا بصورة سلبية . ومن حين لآخر يطيب لنا أن نمد يدنا


بداخل حقيبتنا ونخرج السماد ذا الرائحة الكريهة ونلطخ أنفسنا به ثم نتعجب متسائلين "


يا ربي لماذا أصبحت رائحة حياتنا بهذا السوء أننا لا نفهم ماذا يحدث ونحزن علي حياتنا"

ويؤكد واين داير قائلا : تخلص تماما من هذه الحقيبة الكريهة أي تخلص


من تاريخك الشخصي الذي يحتوي على كل الأحداث المسيئة إليك . اقبل هذا التاريخ


وسلِّم بأنه قد حدث بأمر الله ثم ضعه خلفك أي القيه بعيداً عنك " وأدمج " نفسك في "


الآن " أي في اللحظة الحالية ولا تنظر خلفك وسر إلي الأمام


السر السابع :


أنت لا تستطيع حل مشكلة بنفس التفكير الذي خلقها أساسا


يقول واين داير إنه استوحي هذا المبدأ من البرت اينشتاين. ويقول: "عندما تحدث مشكلة بينك وبين


الآخرين وترغب في حلها يجب أن تغير طريقة تفكيرك عنها. أولا أعترف لنفسك أنك كنت


مُخطئاً وهذا ليس شيئا صعبا أنه فقط يعني أنك تقول : لقد كنت مُخطئاً في بعض


اختياراتي وتصرفاتي وأنا لا أنوي الاستمرار في عمل ذلك . ويجب إلا تشعر بتأنيب


الضمير ولا يحتاج الأمر أن تُعلنه علي الآخرين بل فقط أعترف به لنفسك . واعرف أن


السر في وجود أي علاقة جيدة يكمن في أن تحب وتقبل الآخر علي ما هو عليه لا أن تحبه


علي الصورة التي ترغب أن يتحول إليها . ولا تسعي إلي تغيير الآخر فقط تعلم كي


تُغير أفكارك عن الآخر

السر الثامن : تعامل مع نفسك في الحياة كما لو
كانت بالفعل قد حققت المكانة التي تسعي إليها
اعمل علي تذكرة نفسك بأنك قد


حصلت بالفعل علي كل ما تحلم به . استخدم قدرتك علي التخيل علي أوسع نطاق ممكن بحيث


تري نفسك وقد حصلت علي كل أحلامك دون لحظة واحدة من " الشك " أي " بيقين " كامل


بأنك قد حققت أحلامك وتبدأ كل يوم في حياتك بحالة من الانشراح الكامل والتفاؤل


والاستبشار. ويوضح هنا أن هذا ليس ضربا من ضروب أحلام اليقظة ولكنه يقين من جانب


الإنسان بأن وضع أساس سليم، والقيام بالعمل الجاد والمخلص لابد وأن ينتج عنه بناء


حقيقي جاء ثمرة للتناغم مع القوانين الكونية الفاعلة



السر التاسع : يجب أن


تعمل على تفعيل الجانب المقدس في وجودك واعلم أنك موصول بخالقك


لذلك لا ترفض تلك الأفكار الصادرة من القلب قائلا: "إنها فقط أفكاري


البسيطة التي لا تستحق الاعتبار .. لا تفعل ذلك لأنك لست كائنا وحيدا بل أنت في


حالة صلة دائمة مع خالقك بما فيك من روح الله، وبقدر حرصك على إقامة هذه الصلة كما


في المبدأ الخامس



السر العاشر : الحكمة الحقيقة هي أن تتعلم كيف تتفادى كل الأفكار التي تُضعِفُك


إن الأفكار التي يكون مصدرها الخوف


والقلق لابد وأن تضعفك في النهاية. وعندما تطرأ عليك مثل هذه الأفكار امتنع عنها


فوراً وذَكِّر نفسك بأنك كائن في صلة دائمة بخالقه . وتذكّر دائما أن ما يظهر في


حياتك ويتسع هو ما تفكر به كثيراً